-
ميساء طرابلسي
-
22 Jun 2022
-
التعليقات (0)
العقل السليم في الجسم السليم! مقولة لطالما رددها علينا أهلنا وأجدادنا وتداولتها الأجيال. فكيف السبيل الى جسم سليم ليكون عقلنا سليما ايضا؟
يقول أحد الاطباء القدامى اختصر الطب بالأكل والشرب دون اسراف أي أن الانسان ينبغي أن يأكل ويشرب باعتدال دون افراط ولا تفريط فالافراط في المأكل والمشرب يؤدي الى آفات وأمراض عديدة ,فمن كثر أكله كثر شربه,ومن كثر شربه كثر نومه ومن كثر نومه كثر تخمه ومن كثر تخمه قسى قلبه والقلب أمير الجوارح فنحن نفقه بقلوبنا واذا ما قسى قلبنا جرنا الى الكثير من السلوكيات التي ممكن ان يكون لها وبال علينا فليتنبه لذلك. ثم ان من المهم معرفة ان في يدينا الكثير من مفاتيح الصحة الجسدية والنفسية فانظر الى هذه المقولة: دواؤك فيك وما تبصر ,وداؤك منك وما تشعر وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر. معناه ان الانسان وان كان صغير الجسم والشأن بالنسبة للكون الا ان الكون وعظمة الخلق تجلت فيه. فقوله داؤك منك و لا تشعر فان طبيعة الجسم البشري تحصنه من الخلل وهيأت له أسباب الراحة وبيئة محيطة ملائمة له فكان للحواس دورا رئيساً في تحذير الإنسان من الأخطار الصحية والتي تجعله يدرك حاجته للطعام والشراب والهواء والنوم وغيرها من مستلزمات الصحة وإذا قصر الشخص في غذائه أو نومه أو أجهد نفسه في أمور الدنيا فيكون الثمن صحته سواء كان التقصير جبرا أو جهلا أو اختيارا، حينئذ يكون داؤه منه بطبيعة الحال. فحقيقة الداء أننا نتعامل مع أجسادنا بطريقة مغلوطة.وقوله " دواؤك فيك وما تبصر" .أثبتت الدراسات بان جسم الإنسان يحتوي على مناعة طبيعية أو مكتسبة وهي الخط الدفاعي الأمامي ضد الأمراض والميكروبات التي تهاجم الجسم وقد توصل الطب الوقائي إلى ان هذه المناعة هي العلاج الذي يتطلبه مثل هذه الهجمات الوبائية. فحين يصاب الشخص بمرض أو التهاب معين فان الوسائل الدفاعية في الجسم تسارع في محاربة هذا الهجوم وتظهر هذه المحاربة بارتفاع درجة الحرارة(الحمى) والتي لا تعتبر مرضا بل وسيلة دفاعية للجسم فهذا هو مثال للدواء الذي يملكه جسم الإنسان دون أن يبصره ودواؤنا هو أ ن نتعامل مع أجسادنا بطريقة صحيحة.
أقرت منظمة الصحة العالمية ان الصحة تشمل الحالة الجيدة للجسد وللنفس وللعلاقات الاجتماعية وهذا هو المفهوم الجديد للصحة حيث تتألف من كل هذه العناصر وليس فقط الصحة الجسدية مثلما كان المفهوم آنفا . لذلك كان من المهم مراعات كل هذه الحالات والعلاقات لتحقيق الصحة للفرد وللمجتمع.
للدماغ دور مهم وأساسي في ارسال الرسائل العصبية للأعضاء وللغدد لفرز الهرمونات والتفاعل مع عمليات الأيض وغيرها من التفاعلات داخل جسدنا وللتغذية السليمة دور بارز وفعال في صحة الدماغ.فدماغنا يحتاج يوميا الى 25 غرام من سكر الجلوكوز glucose كي يعمل على النحو الأمثل كذلك يلعب الحديد دورا اساسيا في عملية نقل الاوكوسيجين الى الدماغ عن طريق الهيموغلوبين hemoglobin كما أن بعض الفيتامينات والمعادن لها دور في نقل الرسائل العصبية وكل هذه العناصر سواء الفيتامينات والمعادن والسكريات اضافة الى البروتين الذي يعزز المناعة ويساهم في نمو العضلات نضيف على ذلك الدهون غير المشبعة بشكل خاص لها فعالية كبيرة في الوقاية من التجلطات وفي صحة الشرايين والدماغ.
ان التغذية الصحية لها أثر واضح وفعال ومباشر على صحتنا الجسدية. فما هي القواعد المفتاح للتغذية الصحية؟
تتلخص بأربع كلمات وهي التنوع,التوازن,الاعتدال,الكفاية.
التنوع في المأكل والمشرب لأخذ أكثر قدر من الغذاء فحتى ألوان الاطعمة الطبيعية لها دور فمثلا اللون الاحمر في الطماطم هو عبارة عن صبغة طبيعية وهي مضادة للأكسدة تسمى lycopin وأما اللون الأخضر في الفلفل مثلا فهو chlorophyl الذي يحتوي على الفيتامين ه المقاوم للسرطان.
التوازن بين العناصر الغذائية مثل البروتين والنشويات والدهون ومن المطلوب أن يكون غذاؤنا يحتوي على 60% نشويات, 20 % دهون و15 % بروتين.
الاعتدال فلانفرط في تناول المأكولات الدسمة والسكريات والمعجنات لتفادي زيادة الوزن وارتفاع السكر في الدم وغيرها من الأمراض المرتبطة غالبا بسوء التغذية.
الكفاية وهذه نسبية بين شخص وآخر فالرياضي يحتاج الى كمية من الماء أكثر من الموظف الذي يجلس وراء مكتب طول النهار دون حركة. كذلك من يعيش في الصحراء حاجته للماء أكثر عادة مما يعيش في بلد معتدل.
يمكن لتناول الطعام الصحي التأثير في الدماغ كما ذُكر سابقاً، وذلك من خلال تحسين وظائف الدماغ، والذاكرة، وعملية التركيز، إذ يمتصّ الدماغ المُغذيات من الطعام المُتناول، وفيما يأتي توضيح لبعض الأطعمة الصحية، والمفيدة للدماغ:
التوت الأزرق: فقد ظهر في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، أنَّ استهلاك الحيوانات للتوت الأزرق قد ساعد على تقليل تعرّض أدمغتها للإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى إمكانية تقليله لآثار الأمراض المُرتبطة بالعمر، ومنها: مرض ألزهايمر، ومرض الخرف كما أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Annals of Neurology ، إلى أنَّ التوت الأزرق يحتوي على الفلافونويدات، وتحديداً الأنثوسياندي Anthocyanidins، الذي يُساعد زيادة استهلاكه على تقليل معدّلات القصور الإدراكي، أو الاختلال المعرفي لدى النساء المُسنّات.
الأفوكادو: يعزز استهلاك الأفوكادو صحة الدماغ، إذ يُعدُّ مصدراً للدهون الأحادية غير المُشبعة، التي تساهم في التقليل من الضغط الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالقصور الإدراكي Cognitive decline، وأشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Journal of Diabetes Research ، إلى أنّ استهلاك الفئران المُصابة بمرض السكري لمُكملات زيت الأفوكادو قد يُقلل من خطر إصابتها بخللٍ وظيفي في ميتوكندريا الدماغ، الناتج عن الإصابة بمرض السكري، بالإضافة إلى أنّها قد تساهم أيضاً بالتقليل من الإجهاد التأكسدي لديها.
الكركم: يُعدُّ الكركم مُكوناً رئيسياً في مسحوق الكاري، وهو يتميز بلونه الأصفر الداكن، كما يقدم العديد من الفوائد للدماغ، إذ أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Annals of Indian Academy of Neurology إلى أنّ استهلاك الكركم قد يُساهم في التخفيف من حالة مرض ألزهايمر، نظراً لاحتوائه على مُركب الكركومين النشط الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، ويعبر الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي يفيد خلايا الدماغ .
الشكولاتة الداكنة: يحتوي مسحوق الكاكاو والشكولاتة الداكنة على الكافيين، والمركبات النباتية المُضادة للأكسدة، مثل الفلافونويدات التي تعزز الدماغ،[١٠] وأشارت إحدى الدراسات التي نُشرت والتي شملت ما يزيد عن 900 شخصاً، إلى أنّ الأشخاص الذين استهلكوا الشوكولاتة كانوا أداؤهم أفضل بشكلٍ متكرر، في سلسلةٍ من المهام العقلية؛ كتلك التي تعتمد على الذاكرة.
الخضروات الورقية: تُعدُّ الخضروات الورقية مثل الكرنب الأجعد، والسبانخ، والبروكلي، غنيّةٌ بالمُغذيات الصحية لدماغ، مثل: فيتامين ك، وفيتامين اللوتين، والفولات، والبيتا كاروتين، وأشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Neurology إلى أنّ استهلاك ما يُقارب حصة واحدة يومياً من هذه الخضروات قد يساعد على إبطاء القصور الإدراكي مع التقدم بالعمر.
الأسماك: تُعد أسماك السلمون والسردين من المصادر الغنيّة بالأحماض الدهنية الأوميغا 3، وتكمن فائدتها باستخدام الدماغ لهذه الدهون لتكوين خلايا الدماغ والأعصاب، إذ إنَّها مهمة للتعلم والذاكرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقارب 60% من دماغ الإنسان يتكون من الدهون التي تحتل الأحماض الدهنية أوميغا 3 نصف محتوى الدهون، وبيّنت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة American Journal of Preventive Medicine أنّ الأشخاص الذين تناولوا السمك المشوي بانتظام، قد زاد من كمية المادة الرمادية في أدمغتهم، وهي أحد العناصر الأساسية المكونة للجهاز العصبي المركزي، والتي تتكون من أجسام الخلايا العصبية المسؤولة عن الإدراك والذاكرة. أغذية أخرى: ومنها منتجات الحبوب الكاملة، والبيض.
ختاما, فلتكن قاعدتنا الذهبية هي أن نأكل ونشرب باعتدال دون افراط ولا تف&